مطالبة واشنطن بمحاسبة قادة كتائب حزب الله “من دون تأخير” في ضغوط مستمرة على حكومة محمد شياع السوداني، تثير العديد من التساؤلات عن مدى إمكانية استجابة السلطات العراقية لها، خاصة أنها تستهدف أقوى الفصائل الشيعية الموالية لإيران.

تتحكم إيران في تشكيل الحكومات واختيار رؤسائها منذ أول انتخابات برلمانية عراقية بعد عام 2003، حتى وصل الأمر بقائد الحرس الثوري الإيراني السابق، اللواء محمد علي جعفري، للتفاخر بتمكن إيران وحدها من اختيار الرئاسات الثلاث في العراق.

لم تكن المليشيات العراقية هي التي انسحبت إلى بلاد الرافدين فحسب، وإنما تلك التي تأسست في إيران وصلت هي الأخرى إلى العراق، بالتزامن مع فرار الأسد إلى روسيا في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وسيطرة فصائل المعارضة على دمشق.

مع بداية عملية "طوفان الأقصى" صرّح العديد من قادة المليشيات الشيعية الموالية لإيران، لا سيما المنخرطة ضمن تشكيل ما يعرف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، أنهم على استعداد للتصدي للاحتلال الإسرائيلي، خصوصا إذا توسع عدوانه ليشمل لبنان.

يتداول ناشطون عراقيون مقاطع مصورة منذ أيام، تظهر تحركات مريبة لأرتال عسكرية أميركية تتجول في البلاد، وسط صمت تام لمليشيات إيران، التي لا تكف ليلا ولا نهارا عن تهديد واشنطن.